الشتاء تذكرة وفضائل وتحذيرات وحكم وأحكام
عناصر الخطبة
مقدمة
إنَّ
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله ربه رحمة للعالمين،
وحجة على الخلائق أجمعين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ آل عمران:
102
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ النساء: 1
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ الأحزاب:
70، 71
الموضوع
أما بعد معاشر المسلمين
الشتاء تذكرة وفضائل وتحذيرات وحكم وأحكام
أولاً : الشتاء تذكرة.
تذكرة بماذا؟
1- الشتاء تذكرة للمؤمن بالآخرة وأهوالها.
قال العلامةُ ابنُ رجبٍ الحنبليّ: "كُلُّ مَا فِي الدُّنْيَا مُذَكِّرٌ بِالْآخِرَةِ وَدَلِيلٌ عَلَيْهِ،.. ثُمَّ قَالَ: وَفُصُول السَّنَةِ تُذَكِّرُ بِالْآخِرَةِ ، فَشِدَّةُ حَرِّ الصَّيْفِ يُذَكِّرُ بِحَرِّ جَهَنَّمَ ، وَهُوَ مِنْ سَمُومِهَا، وَشِدَّةُ بَرْدِ الشِّتَاءِ يُذَكِّرُ بِزَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، وَهُوَ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا .......".[1]
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعضاًً فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ . فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ"
قال الحسنُ رحمه الله: "كُلُّ بَرْدٍ أَهْلَكَ شَيْئاً فَهُوَ مِنْ نَفَسِ جَهَنَّم ، وَكُلُّ حَرٍّ أَهْلَكَ شَيْئاً فَهُوَ مِنْ نَفَسِ جَهَنَّم".
فإذا كان ما يجده الناس من البرد من نفس جهنم فيهرعون ويتسابقون إلى الثياب ووسائل التدفئة، فكيف يكون حال أهل النار الذين يخلدون فيها ؟! لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا* قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الغساق الزمهرير البارد الذي يحرق من برده". وقال مجاهد: "لا يستطيعون أن يذوقوه من برده. وقال: يهربون إلى الزمهرير فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى يسمع لها نقيض، نعوذ بالله من عذاب جهنم.
وقيل : أما الحميم فهو: الحار الذي قد انتهى حره، وأما الغَسَّاق فهو: ضده، البارد الذي لا يستطاع من شدة برده المؤلم، وهو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم، فهو بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه. اللهم إنا نعوذ بك من النار وعذاب النار.
إذا تذكرت ذلك فاسأل الله الجنة واستعذ به من النار، ففي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك بسند صحيح "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ"
2- الشتاء تذكرة للمؤمن بالتوبة والاستغفار :
فحينما ترى الغمام في السماء محملاً بالأمطار وحينما تشعر ببرد الشتاء الشديد تذكر على الفور أن هذا السحاب وهذا البرد الشديد كانا عقاباً لقوم عاد لما كذبوا نبي الله هودا عليه السلام فتتذكر ذنوبك وتبادر بالتوبة والاستغفار إلى الله تبارك وتعالى قال تعالى: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ - بمجرد أن تأكد كفرهم بجحودهم بآيات الله - رِيحًا صَرْصَرًا -ريحا صرصراً أي باردة ذات صوت مزعج دامت سبع ليال وثمانية أيام فلم تبق منهم أحداً- فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ * سورة فصلت آية 15 قال تعالى حكاية عنهم أيضاً:"فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضࣰا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِیَتِهِمۡ قَالُوا۟ هَـٰذَا عَارِضࣱ مُّمۡطِرُنَاۚ -قالوا مستبشرين هذا سحاب ممطرنا- بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِیحࣱ فِیهَا عَذَابٌ أَلِیمࣱ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَیۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُوا۟ لَا یُرَىٰۤ إِلَّا مَسَـٰكِنُهُمۡۚ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ*" الأحقاف ٢١-٢٥
3- الشتاء تذكرة للمؤمن ببر الوالدين:
عندما تشتري لنفسك وأولادك وزوجتك ملابس الشتاء الجوارب والقفاز والجاكت وكل ما فيه وسائل التدفئة كالسخان والدفاية فلا تنس أبيك وأمك -
4- الشتاء تذكرة للمؤمن بالإحسان إلى بالفقراء:
تصدق عليهم بما يعينهم علي تجنب برد الشتاء من كسوة وبطاطين أو دفايات أو أنظر أي بيت لا يوجد فيه سخان مياه للاستحمام اشتري لهم واحداً وتكفل بمصاريف تركيبه تفز بدعواتهم ويكن خيرا لك عند ربك "وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَیۡرࣰا وَأَعۡظَمَ أَجۡرࣰاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمُۢ".سورة المزمل آية 20
ثانياً: فضائل الشتاء.
1- يمحو الله فيه الخطايا ويرفع فيه الدرجات :
في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» (فذلكم الرباط) أي الرباط المرغب فيه وأصل الرباط الحبس على الشيء كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة]
الشاهد : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ
فَإِذَا تَوَضَّأْتَ بِمَاءٍ بَارِدٍ لَا يُعَجِّلُكَ الشُّعُورُ بِالْبَرْدِ عَنْ إتْمَامِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ، بَلْ إِنَّ ذَلِكَ الْإتْمَامَ وَالْإِسْبَاغَ وَقْتُ الْمَكَارِهِ هُوَ مِمَّا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَمْحُو بِهِ الزَّلَّاتِ، وَالْمَكَارِهُ قَدْ تَكُونُ بِشِدَّةِ الْبَرْدِ أَوِ الْحَرِّ أَوْ الْأَلَمِ.
وأوصى عمر رضي الله عنه ابنه عند موته فقال له: يا بني
عليك بخصال الإيمان، قال وما هي؟ فذكر منها: إسباغ الوضوء في اليوم الشاتي.
2- الشتاء رحمة من الله :
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ [أي مبشرة بالمطر قبل نزوله ، والمطر هو الرحمة .]وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا [أي تتطهرون به من الأحداث والأوساخ](48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا [ أي بالزروع والنباتات المختلفة .] وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا [أي حيواناً وأناساً كثيرين](49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ [ أي المطر فينزل بأرض قوم ولا ينزل بأخرى لحكم عالية] لِيَذَّكَّرُوا [أي يذكروا فضل الله عليهم فيشكروا فيؤمنوا ويوحدوا] فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا [أي فلم يذكروا وأبى أكثرهم إلا كفوراً جحوداً للنعمة .وهناك من إذا رأى المطر قال : - "إيه الأرف ده هنتحبس النهارده في بيوتنا ومش هنقضي مصالحنا "](50) سورة الفرقان
3- الشتاء فيه استجابة الدعاء:
"اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول الغيث" أخرجه الشافعي في الأم (1/253) ، والبيهقي في المعرفة (5/186 ، رقم 7236) . عن مكحول مرسلا وصححه الألباني في صحيح الجامع
4- الشتاء نُصِر به المؤمنون في بدر :
" إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ - أي يغطيكم به والنعاس : نوم خفيف جداً - أَمَنَةً مِنْهُ - أي أمناً من الخوف الذي أصابكم لقلتكم وكثرة عدوكم - وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ - وسواسه لكم بما يؤلمكم ويحزنكم- وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ - أي يشد عليها بالصبر واليقين - وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ - أي بالمطر أقدامكم حتى لا تسوخ في الرمال -".
ثالثاً: حِكَـم الشتاء :
أيها المسلمون: كان لسلف هذه الأمة مع الشتاء خبرٌ وحالٌ ليستْ كخبرِنَا وحالِنَا، كانوا أهلَ صيامٍ وقيامٍ.
كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: مرحباً بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول
فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.
وكان أبو هريرة يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا : بلى، فيقول
الصيام في الشتاء. وقال الحسن: نعم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه،
ونهاره قصير يصومه.
وفي المسند ـ وحسن إسناده الهيثمي ـ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
الشتاء ربيع المؤمن"[2]
.
أخرجه أحمد وبعض أهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"
وكان عمر رضي الله عنه يكتب لأهل الشام إذا حضر الشتاء يوصيهم : إن الشتاء قد حضر وهـو
عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعاراً ودثاراً فإن
البرد عدو سريع الدخول بعيد خروجه. وذلك من تمام نصحه وشفـقته لرعيته رضي الله عنه. فمن تمام حكمة المؤمن أن يضع كل شيء
في موضعه.
رابعاً: تحذيرات من أقوال تخالف عقيدة التوحيد:
هل تعلم أن هناك أقوال تخالف التوحيد كان يتغنى بها بعض الأولاد قديما عند نزول المطر كقولهم "علي يا بو مخ خلي الدنيا ترخ" وقولهم "علي يابو مركب خلي الدنيا تكركب" وهذه الأقوال وأمثالها من معتقدات الشيعة وغلوهم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهم يعتقدون أن البرق والرعد من تدبيره ومشيئته، ويعتقدون أن الله سخر له السحاب يركب عليه ويطير به شرقاً وغرباً. ومنهم من يقول: "هذا الشتاء مقرف وغير ذلك من الأقوال التي لا تليق بمسلم"]
- عند نزول المطر : [ اللهم صَيِّبًا نَافِعًا ] أخرجه البخاري.
- وبعد نزول
المطر : [ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ ] البخاري ومسلم.
- وإذا اشتد
المطر : [ اللهُمَ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا الَّلهُمَّ عَلَى الْآكَامِ والظِّرَابِ[3]
وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ]البخاري ومسلم .
- وعند هبوب الريح
: [ اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها ] أو تقول : [اللهم إني أسألك خيرها وخير
ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ].حصن المسلم
- وعند سماع صوت الرعد: كان عبد الله بن الزبير إذا سمع
الرعد ترك الحديث ثم قال : [ سبحان الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته ]. حصن المسلم
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي وسع كلَّ
شيء رحمة وعلماً، وتبارك الذي أسبغ على عباده عفوَه كرماً وحلما، والصلاة والسلام
على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين، وصحابته الأكرمين. أما بعد:
خامساً: أحكام يحتاجها المسلم في الشتاء:
مِمَّا يَجِبُ أنْ يَعْتَنِي بِهِ الْمُسْلِمُ فِي الشِّتَاءِ إِذَا تَوَضَّأَ بِمَاءٍ بَارِدٍ
1- إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ وَإِتْمَامُهُ
فَلَا يُعَجِّلُهُ الشُّعُورُ بِالْبَرْدِ عَنْ إِكْمَالِ الْوُضُوءِ لِأَعْضَائِهِ وَإتْمَامِهِ، بَلْ إِنَّ ذَلِكَ الْإتْمَامَ وَالْإِسْبَاغَ وَقْتُ الْمَكَارِهِ هُوَ مِمَّا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَمْحُو بِهِ الزَّلَّاتِ، وَالْمَكَارِهُ قَدْ تَكُونُ بِشِدَّةِ الْبَرْدِ أَوِ الْحَرِّ أَوْ الْأَلَمِ، فَيَحْتَسِبُ الْمُسْلِمُ تِلْكَ الشِّدَّةِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ بِأَنَّهَا مِنْ مُكَفِّرَاتِ الْخَطَايَا وَرَافِعَاتِ الدَّرَجَاتِ؛ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلامُ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَمِمَّا يَجْدُرَ لَفْتُ
النَّظَرِ إِلَيْهِ:
الْحَذَرُ مِنْ تَرْكَ غَسْلِ بَعْضِ الْأَعْضَاءِ كَتَرْكِ بَعْضِ الْوَجْهِ أَوِ الْكَعْبَيْنِ، أَوِ الْمِرْفَقَيْنِ لا سِيَّمَا مَعَ كَثْرَةِ اللِّبَاسِ عَلَيْهِمَا، وَمشَقَّةِ حَسْرِ الْأَكْمَامِ عَنْهُمَا، بَلْ لَا بُدَّ مِنِ اسْتِيعَابِ الْأَعْضَاءِ بِالْغَسْلِ، فَإِنَّ تَرْكَ ذَلِكَ مُتَوَعَّدٌ عَلَيْهِ بِالنَّارِ؛ فَلَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمِمَّا يَحْتَاجُهُ
الْمُؤْمِنُ كَثِيرًا فِي الشِّتَاءِ وَغَيْرِهِ كَذَلِكَ:
2- الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ
فَمِنْ تَيْسِيرِ اللهِ
عَلَيْنَا فِي هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ أَنْ أَجَازَ لِعِبَادِهِ عَدَدًا مِنَ
الرُّخَصِ يَتَرَخَّصُونَ بِهَا، وَمِنْ أَهَمِّهَا: الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ
بَدَلاً مِنْ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ، وَيَلْزَمُ الْإِنْسانَ عِنْدَ لِبْسِ
الْخُفَّيْنِ أو الْجَوَارِبِ سَوَاءٌ مِنْ جِلْدٍ أَوْ قُمَاشٍ أَنْ يَكُونُ
عَلَى طَهَارَةٍ؛ فَإِذَا مَسَحَ عَلَيْهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ بَدَأَتْ مُدَّةُ
الْمَسْحِ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ الَّذِي مَسَحَ فِيهِ، لِيَسْتَمِرَّ بَعْدَ
ذَلِكَ الْمُقِيمُ فِي الْمَسْحِ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَصُورَةُ ذَلِكَ أَنْ
يَلْبَسَهُمَا فِي الصَّبَاحِ وَهُوَ عَلَى طَهَارَةٍ، فَإِذَا جَاءَ وَقْتُ الظُّهْرِ
وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا بَدَأَ وَقْتُ الْمَسْحِ عَلَيْهِمَا مِنْ أَوَّلَ مَسْحَةٍ،
فَيَسْتَمِرُّ يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا وَقْتَ الْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ
وَالْفَجْرِ فَإِذَا جَاءَ الظُّهْرُ مِنَ الْغَدِ فقد انتهت مدة المسح وَأَمَّا
الْمُسَافِرُ فَيَفْعَلُ ذَلِكَ لَكِنْ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ بِلَيَالِيهِنَّ.
وَإِذَا كَانَتِ الْجَوَارِبُ مُخَرَّقَةً أَوْ فِيهَا شُقُوقٌ غَيْرُ فَاحِشَةً -
بِحَيْثُ لَا تَخْرُجُ عَنْ مُسَمَّى الْجَوَارِبِ - فَإِنَّهُ يَجُوزُ الْمَسْحُ
عَلَيْهَا؛ وَكَذَلِكَ يَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَى الْخَفِيفِ مِنَ الْجَوَارِبِ.
وكَيْفِيَّةُ الْمَسْحِ أَنْ يُرَطِّبَ الْمُتَوَضِّئُ يَدَيْهِ بِالْمَاءِ ثُمَّ يُمِرِّرُهُمَا مِنْ عِنْدِ أَصَابِعِ
الرِّجْلِ إِلَى بداية السَّاقِ فَقَطْ، وَيَكُونُ الْمَسْحُ بِالْيَدَيْنِ
جَمِيعًا عَلَى الرِّجْلَيْنِ جَمِيعًا، فالْيَدُ الْيُمْنَى تَمْسَحُ الرِّجْلَ
الْيُمْنَى، وَالْيَدُ الْيُسْرَى تَمْسَحُ الرِّجْلَ الْيُسْرَى فِي نَفْسِ
اللَّحْظَةِ، كَمَا تُمْسَحُ الْأُذْنَانِ، وَلَوْ مَسَح الْيُمْنَى ثُمَّ
الْيُسْرَى، أَوْ مَسَحَ كِلَيْهِمَا بِيَدِهِ الْيُمْنَى أَوْ بِالْيُسْرَى فَلَا
حَرَجَ عَلَيْهِ ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ
الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وَمَنْ تَمَّتْ مُدَّتُهُ فَنَسِيَ وَمَسَحَ بَعْدَ
تَمَامِ الْمُدَّةِ فَعَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ الصَّلاَةَ الَّتِي صَلَّاهَا
بِذَلِكَ الْمَسْحِ.
وَمِمَّا يَنْبَغِي
التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ أَيْضًا هُوَ أَنْ لَا تَطُولَ مُدَّةُ لُبْسِ الْجَوْرَبِ
عَلَى الْإِنْسَانِ؛ حَتَّى لَا يُؤْذِي الْمُصَلِّينِ بِرَائِحَتِهِ
الْكَرِيهَةِ.
وَإِذَا مَسَحَ وَهُوَ
مُقِيمٌ ثُمَّ سَافَرَ فَإِنَّهُ يُتِمُّ مَسْحَ مُسَافِرٍ، وَإِذَا كَانَ
مُسَافِرًا ثُمَّ أَقَامَ فَإِنَّهُ يُتِمُّ مَسْحَ مُقِيمٍ. وَإِنْ شَكَّ فِي
ابْتِداءِ الْمَسْحِ بَنَى عَلَى الْيَقِينِ وَهُوَ الْأَقَلُّ، فَلَوْ نَسِيَ
هَلِ ابْتَدَأَ بِالْمَسْحِ مِنَ الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ؟ فَإِنَّهُ يَحْسِبُ
مِنْ وَقْتِ الظُّهْرِ بِنَاءً عَلَى الْأَقَلِّ.
مِنَ
الرُّخَصِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَطَرِ :
3- الْجَمْعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَمِنْ شُرُوطِ الْجَمْعِ فِي الْمَطَرِ أَنْ يَكُونَ الْمَطَرُ مُسْتَمِرًّا وَكَانَ مَطَرًا يَبُلُّ الْأرْضَ وَالثِّيابَ، أَيْ: أَنَّهُ لَيْسَ رَشًّا خَفِيفًا، يَشُقُّ مَعَهُ الْمَشْيُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِنَّ الْجَمْعَ حِينَئِذٍ رُخْصَةٌ، فَيُجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، دُونَ قَصْرٍ فِي الْبَلَدِ، وَإِنَّمَا جَمْعٌ فَقَطْ. وَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ يُصَلِّى فِي بَيْتِهِ كَالْمَرْأَةِ وَالْمَرِيضِ وَنَحْوِهِمَا فَإِنَّهُمْ لَا يَجْمَعُونَ مِنْ أَجْلِ الْمَطَرِ أَوْ مِنْ أَجْلِ الْبَرْدِ الَّذِي يُبِيحُ الْجَمْعَ؛ لِأَنَّ الْجَمْعَ إِنَّمَا يَجُوزُ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَالْمَشَقَّةِ فِي تَرْكِهِ، وَالْمَرْأَةُ لَا تَحْتَاجُ إِلَى أَنْ تَجْمَعَ مِنْ أَجْلِ الْمَطَرِ وَالْبَرْدِ لِأَنَّهَا لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا.
وَاعْلَمُوا - رَعَاكُمُ
اللهُ - أَنَّ الْمُسْلِمَ
إِذَا كَانَ فِي سَيَّارَتِهِ وَهُوَ فِي طَرِيقٍ فَحَاصَرَتْهُ الْمِيَاهُ، وَلَمْ يَسْتَطِعِ
النُّزُولَ لِلصَّلاَةِ أَنَّ لَهُ أَنْ يُصَلِّي فِي سَيَّارَتِهِ؛ لِأَنَّ
هَذِهِ الْمِيَاهَ وَالطِّينَ لَا تُمَكِّنُهُ مِنَ الصَّلاَةِ فِي الْأَرْضِ،
وَأَمَّا الشَّيْءُ الْيَسِيرُ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْبَلَلِ فَإِنَّهُ لَا
يَمْنَعُ الْوُقُوفَ عَلَيهَا وَلَا الصَّلاَةَ.
وَكَذَا - أَيُّهَا الإِخْوَةُ - يُرَخَّصُ لِلْمُسْلِمِ فِي حَالِ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ وَالرِّياحِ الْعَاتِيَةِ الشَّدِيدَةِ، وَالْأَعَاصِيرِ الْبَارِدَةِ إِذَا لَمْ يَقْوَى
عَلَى الْخُرُوجِ لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ - يُرَخَّصُ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي
بَيْتِهِ، وَتَكُونُ هَذِهِ الْأَعْذَارُ حِينَئِذٍ مِنْ مُسْقِطَاتِ
الْجَمَاعَةِ؛ فَقَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
أَذَّنَ بِالصَّلاَةِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ
صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ المُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ
بَرْدٍ وَمَطَرٍ، يَقُولُ: "أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ".
وَمِمَّا يَحْتَاجُهُ الْمُؤْمِنُ
كَثِيرًا فِي الشِّتَاءِ:
4 - لِبْسُ الْقُفَّازَيْنِ أَثْنَاءَ الصَّلاَةِ؛
وَيُبَاحُ لِلْمُؤْمِنِ
ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى إِذْ لَا مَانِعَ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ. بخلاف تَغْطِيَةِ
الْوَجْهِ أَوْ بَعْضِهِ بِلِثَامٍ أَوْ غَيْرِهِ فَإِنَّهُ مَكْرُوهٌ فِي
الصَّلاَةِ، إِلَّا إِنِ احْتَاجَ لَهُ الْمُصَلِّي لِاِتِّقَاءِ هَوَاءٍ بَارِدٍ
كَمَا لَوْ صَلَّى فِي الْخَلاَءِ فَإِنَّهُ لَا كَرَاهَةَ وَجَازَ لَهُ ذَلِكَ.
وأخيراً وجب التنبيه
إِنَّ مِمَّا تَقْتَضِيهِ
الْمُنَاسَبَةُ - عِبَادَ اللَّهِ -: التَّنْبِيهُ إِلَى مَا يُوقِدُهُ النَّاسُ
فِي الشِّتَاءِ مِنَ النِّيرَانِ، أَوِ الْمِدْفَأَةِ، أَوِ الْمَبْخَرَةِ،
وَهَذَا عَامٌّ سَواءٌ أَكَانَ فِي الْبُيُوتِ أَوْ خارج البيت، وَبِخَاصَّةٍ فِي
الْخِيَامِ فَيَجِبُ تَوَخِّي الْحَذَرَ؛ فَقَدْ أَرْشَدَ نَبِيُّكُمْ مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِطْفَاءِ النَّارِ قَبْلَ النَّوْمِ؛
فَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ
عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ،
فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ»، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَمَا ذَلِكَ
إلَّا لِمَا تُسَبِّبُهُ مِنَ الاحْتِرَاقِ أَوِ الاخْتِنَاقِ.
وَمِمَّا يُنَبَّهُ
إِلَيْهِ أَيُّهَا الْكِرَامُ... أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ تُسْتَقْبَلَ النَّارُ
عِنْدَ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ اسْتِقْبَالَ النَّارِ فِي الصَّلاَةِ مِنْ شَعَائِرِ
الْمَجُوسِ، فَهُمْ يَعْبُدُونَ النَّارَ، فَلَا يَجْعَلُ الْمُسْلِمُ فِي
قِبْلَتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي نَارًا أَوْقَدَهَا.
أَيُّهَا
الْمُسْلِمُونَ... قَدْ يَخْفَى عَلَى الْإِنْسَانِ حُكْمٌ مِنَ الْأَحْكَامِ،
أَوْ يَعْرِضُ لَهُ سُؤَالٌ أَوِ اسْتِفْتَاءٌ، فَعَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَنْ يُسَارِعَ
إِلَى أهْلِ الْعِلْمِ وَيَسْأَلَهُمْ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ مَنْ
يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، فَهَذَا دِينُنَا إِنْ
تَعْلَّمْنَا أَحْكَامَهُ وَشَرَائِعَهُ سَعِدْنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،
وَإِنْ أَهْمَلْنَاهُ وَغَفَلْنَا عَنْهُ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ كَرِيمٌ عَنَّا.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا الْفِقْهَ فِي دِينِهِ، وَأَنْ يُحْيِيَ قُلُوبَنَا بِذِكْرِهِ وَأَفْئِدَتَنَا بِمَعْرِفَتِهِ وَأَبْدَانَنَا بِطَاعَتِهِ، وَأَنْ يُغِيثَ نُفُوسَنَا بِالْيَقِينِ وَالْإِيمَانِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وأمنوا معي فإني داعٍ
[1] - ..... والخريف يكمل فيه اجتناء الثمرات التي تبقى وتدخر في البيوت فهو منبه على اجتناء ثمرات الأعمال في الآخرة ، وأما الربيع فهو أطيب فصول السنة وهو يذكر بنعيم الجنة وطيب عيشها. اهـ لطائف المعارف 1/315
[2] - قال ابن رجب: إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ، ويسرح في ميادين العبادات، وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه..لطائف المعارف 1/326
[3] - الآكام : قيل : هو التراب المجتمع وقال الخطابي هي الهضبة الضخمة وقيل
الجبل الصغير وقيل: ما ارتفع من الأرض الظراب : هو الجبل المنبسط ليس بالعالى،
قال النووي : وفي هذا الحديث استحباب طلب انقطاع المطر على المنازل والمرافق إذا كثر
وتضرروا به ولكن لا تشرع له صلاة ولا اجتماع في الصحراء.
شارك الموضوع من خلال التطبيقات بالأسفل 👇
تعليقات
إرسال تعليق